الموقع الرسمي للدكتور عمار خليل - القاهرة مصر

هل يمكن أن تسبب الحرارة البواسير؟ فهم العلاقة

 البواسير، المعروفة أيضًا باسم "البواسير الشرجية"، هي أوردة منتفخة ومُلتهبة في الجزء السفلي من المستقيم أو الشرج. يمكن أن تكون داخلية أو خارجية، مما يسبب عدم الراحة والألم وأحيانًا النزيف. على الرغم من أن العديد من العوامل تساهم في تطوير البواسير، مثل الإمساك، والجهد أثناء حركات الأمعاء، والجلوس لفترات طويلة، إلا أن أحد المحفزات الأقل مناقشة ولكنه لا يزال ذا صلة هو الحرارة. هل يمكن أن تؤدي الأجواء الحارة أو التعرض لدرجات الحرارة العالية حقًا إلى ظهور البواسير؟ في هذه المدونة، سنستعرض العلاقة بين الحرارة والبواسير، وكيف تلعب العوامل البيئية دورًا، وكيفية الوقاية من تفجرات البواسير في الظروف الأكثر سخونة.

 

هل يمكن أن تسبب الحرارة البواسير؟ فهم العلاقة
 

فهم البواسير

قبل استكشاف العلاقة بين الحرارة والبواسير، دعونا نذكر سريعًا ما هي. البواسير هي أوردة منتفخة حول الشرج أو في الجزء السفلي من المستقيم، وغالبًا ما تحدث بسبب الضغط المفرط، مما يؤدي إلى عدم الراحة وأحيانًا النزيف.

هناك نوعان رئيسيان من البواسير:

  1. البواسير الداخلية: داخل المستقيم، عادةً لا تسبب الألم ولكن يمكن أن تسبب النزيف.
  2. البواسير الخارجية: تحت الجلد حول الشرج، يمكن أن تكون مؤلمة، خاصة إذا كانت متخثرة.

تساهم عدة عوامل في تطوير البواسير، مثل عادات الأكل السيئة، والإمساك المزمن، والجلوس لفترات طويلة، ونمط الحياة القليل الحركة. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الظروف الجوية، وخاصة الحرارة، إلى تفاقم البواسير الموجودة أو حتى تسهم في تكوينها.

كيف يمكن أن تساهم الحرارة في ظهور البواسير

لا تسبب الحرارة البواسير بشكل مباشر كما تفعل الضغوط أثناء حركات الأمعاء أو الجلوس لفترات طويلة. ومع ذلك، يمكن أن تخلق درجات الحرارة العالية والتعرض للحرارة ظروفًا تؤدي إلى تفجرات البواسير أو تجعل البواسير الموجودة أسوأ. دعونا نستعرض بعض الآليات التي يمكن أن تؤثر بها الحرارة على البواسير.

1. الجفاف والإمساك

أحد أكثر المشكلات شيوعًا في الطقس الحار هو الجفاف. تسبب درجات الحرارة العالية فقدان السوائل بسرعة من خلال العرق، وإذا لم يتم تعويض هذه السوائل، يمكن أن يحدث الجفاف. وهذا قد يؤدي إلى صلابة البراز والإمساك.

يساهم الإمساك في ظهور البواسير، حيث تتسبب البراز الصلب في جهد الأفراد أثناء حركات الأمعاء، مما يضع ضغطًا على الأوردة في المستقيم والشرج. يمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى تكوين البواسير أو تفاقم الموجودة.

لمنع ذلك، من الضروري الحفاظ على رطوبة الجسم. يساعد شرب الكثير من الماء طوال اليوم في الحفاظ على نعومة البراز وسهولة تمريره، مما يقلل من احتمالية ظهور البواسير.

2. الجلوس لفترات طويلة في الحرارة

غالبًا ما يتجنب الناس الأنشطة الخارجية خلال الطقس الحار جدًا، ويفضلون البقاء في الداخل، مما يزيد من خطر البواسير.

يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى ضغط إضافي على الأوردة في المستقيم والشرج، مما يساهم في تطوير البواسير. تزيد الحرارة من ذلك عن طريق توسيع الأوعية الدموية، مما يزيد من فرص التورم في أوردة المستقيم. رغم أن الحرارة نفسها ليست المسؤولة بشكل مباشر، إلا أن inactivity والضغط الإضافي الناتج عن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى تفجر البواسير أو تفاقمها.

للتخفيف من هذا الخطر، حاول البقاء نشطًا حتى في الطقس الحار. يمكن أن تساعد المشيات القصيرة وتمديد الجسم والوقوف بشكل دوري في تقليل الضغط على أوردة المستقيم.

3. زيادة تدفق الدم إلى منطقة الشرج

تسبب الحرارة في تمدد الأوعية الدموية حيث يحاول الجسم التبريد. يمكن أن يؤثر هذا التدفق الزائد من الدم أيضًا على منطقة الشرج. في بعض الحالات، يمكن أن تفاقم الحرارة الالتهاب في البواسير الموجودة عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الأوردة المنتفخة، مما يؤدي غالبًا إلى زيادة الألم والحكة والانزعاج.

بالنسبة للأفراد الذين لديهم بالفعل بواسير، فإن إدارة درجة حرارة الجسم أمر بالغ الأهمية. يساعد البقاء في مكان بارد باستخدام المراوح أو تكييف الهواء أو الاستحمام بالماء البارد في تقليل الالتهاب والانزعاج خلال موجات الحرارة أو في المناخات الحارة.

4. التعرق وتهيّج الجلد

يمكن أن تسهم الحرارة بشكل غير مباشر في ظهور البواسير من خلال زيادة التعرق. مع ارتفاع درجات الحرارة، يتعرق الجسم أكثر لتبريد نفسه. قد يهيّج التعرق الزائد في منطقة الشرج الجلد، خاصة إذا كان ملتهبًا بالفعل بسبب البواسير.

يمكن أن يؤدي الرطوبة الناتجة عن التعرق إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى أو تهيّجات إضافية، خاصة للأشخاص الذين لديهم بواسير خارجية. قد يؤدي ذلك إلى حكة وشعور بالحرقة، مما يزيد من أعراض البواسير.

لتخفيف ذلك، حافظ على نظافة جيدة في الطقس الحار. يساعد ارتداء أقمشة قابلة للتنفس وممتصة للرطوبة إلى جانب استخدام بودرة الأطفال أو المناديل الطبية في الحفاظ على جفاف المنطقة وراحتها.

نصائح لمنع حدوث البواسير في الطقس الحار

 بعد أن استعرضنا كيف يمكن أن تساهم الحرارة في ظهور البواسير، دعونا نتحدث عن بعض النصائح العملية التي يمكن أن تساعد في منع تفاقمها أو ظهورها خلال الأشهر الأكثر حرارة.

1. الحفاظ على رطوبة الجسم

يُعتبر الجفاف أحد الأسباب الرئيسية للإمساك، الذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور البواسير. خلال الأشهر الحارة، من المهم شرب الكثير من السوائل للحفاظ على ترطيب الجسم وضمان عمل الجهاز الهضمي بشكل سلس. حاول تناول 8-10 أكواب من الماء يوميًا، وزيادة الكمية إذا كنت نشطًا أو تتعرق كثيرًا. الماء هو الخيار الأمثل، كما يمكن أن تساهم الفواكه الغنية بالمياه أيضًا في ترطيب الجسم. الحفاظ على ترطيب جيد يمنع الجفاف، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الإمساك وأعراض البواسير.

2. تناول نظام غذائي غني بالألياف

يُعتبر النظام الغذائي الغني بالألياف أساسيًا لمنع الإمساك والحفاظ على حركات الأمعاء الصحية. يساعد استهلاك الألياف الكافية، بما في ذلك الألياف الغذائية، في زيادة حجم البراز، مما يجعل من السهل تمريره دون جهد. في حرارة الصيف، استمتع بالكثير من الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبقوليات للحفاظ على سير الجهاز الهضمي بشكل جيد.

3. تجنب الجلوس لفترات طويلة

على الرغم من أنه قد يكون مغريًا الجلوس في الداخل طوال اليوم عندما يكون الطقس حارًا، إلا أن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يزيد من خطر ظهور البواسير. إذا كنت تقضي وقتًا طويلاً في الداخل، خذ فترات راحة للوقوف والتمدد والتحرك كل 30 دقيقة إلى ساعة. يمكن أن تساعد المشي القصير أو التمارين الخفيفة في تقليل الضغط على الأوردة في المستقيم.

4. الحفاظ على برودة الجسم

لتجنب تفجرات البواسير المرتبطة بالحرارة خلال أشهر الصيف الحارة، من المهم الحفاظ على برودة الجسم. استخدم المراوح أو تكييف الهواء للحفاظ على درجة حرارة مريحة في الداخل. إذا كنت في الخارج، ارتدِ ملابس خفيفة وقابلة للتنفس لتجنب ارتفاع درجة الحرارة. يمكن أن تساعد الحمامات الباردة أو الكمادات الباردة على المنطقة المتأثرة في تخفيف أعراض البواسير.

5. ممارسة النظافة الجيدة

لتقليل انزعاج البواسير، حافظ على نظافة منطقة الشرج وجفافها. بعد استخدام المرحاض، نظف برفق باستخدام مناديل غير معطرة أو قطعة قماش ناعمة. تجنب استخدام الصابون القاسي أو المناديل التي تحتوي على الكحول. يمكنك أيضًا تطبيق مراهم طبية، أو ارتداء أقمشة تمتص الرطوبة، أو استخدام بودرة التلك للبقاء جافًا ومرتاحًا.

6. ممارسة التمارين بانتظام

تُعد ممارسة النشاط البدني بانتظام وسيلة رائعة لمنع البواسير من خلال تحفيز حركات الأمعاء وتقليل الإمساك. تُعتبر التمارين ذات التأثير المنخفض مثل المشي، والسباحة، أو ركوب الدراجات مثالية، خاصة في الطقس الحار. تجنب حمل الأثقال أو التمارين الشاقة، التي يمكن أن تزيد من الضغط على البطن وتؤدي إلى تفجرات. التزم بالتمارين المعتدلة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.

خيارات العلاج للبواسير المرتبطة بالحرارة

إذا كنت تعاني من تفجرات البواسير خلال الطقس الحار، هناك عدة خيارات علاجية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتسريع الشفاء.

  • الكريمات والمراهم التي تُصرف دون وصفة طبية: يمكن أن تساعد الكريمات والمراهم الخاصة بالبواسير في تقليل الالتهاب وتخفيف الانزعاج. ابحث عن المنتجات التي تحتوي على مكونات مثل الهيدروكورتيزون أو عرق السوس أو الألوة فيرا لتخفيف مهدئ.

  • حمامات المقعدة: تتضمن حمام المقعدة نقع منطقة الشرج في ماء دافئ لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات في اليوم. يمكن أن تساعد هذه الممارسة في تخفيف الورم وتخفيف الانزعاج المرتبط بالبواسير.

  • الكمادات الباردة: تطبيق كمادة باردة على المنطقة المتأثرة يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب وتخفيف الحكة والألم مؤقتًا.

  • زيادة استهلاك الألياف والسوائل: لمنع المزيد من الضغط على البواسير، زد من استهلاكك للألياف والسوائل لتعزيز الكراسي الناعمة التي يسهل تمريرها.

  • العلاجات الطبية: في الحالات الشديدة، قد تتطلب البواسير تدخلًا طبيًا. قد يوصي طبيبك بإجراءات مثل ربط المطاط، العلاج بالتصليب، أو استئصال البواسير إذا كانت العلاجات المحافظة غير فعالة.

الحرارة لا تسبب البواسير بشكل مباشر، لكنها يمكن أن تسهم في تطورها أو تفاقمها. الجفاف، الإمساك، الجلوس المطول، والتعرق هي عوامل مرتبطة بالحرارة يمكن أن تؤدي إلى تفجرات. حافظ على الترطيب الجيد، ومارس نظافة جيدة، وابقَ بارداً لتقليل خطر ظهور البواسير. يمكن أن تساعد العلاجات التي تُصرف دون وصفة طبية وتغييرات نمط الحياة في إدارة الأعراض، ولكن استشر متخصص الرعاية الصحية إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت.

 

Share on Google Plus

About Dr. Ammar Khalil

د.عمار خليل : أخصائي أمراض الباطنة العامة ( ماجستير القصر العيني ) وعضو الجمعية المصرية للتعليم الطبي المستمر والجمعية المصرية للسكر ودهنيات الدم، نتابع أمراض الكبد والجهاز الهضمي ، أمراض القلب وضغط الدم
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات :

إرسال تعليق

تابع الدكتور عمار خليل في توتير

ابحث في المدونة عن اي موضوع تريد