الموقع الرسمي للدكتور عمار خليل - القاهرة مصر

التهاب الغشاء الزلالي: نظرة شاملة

 التهاب الغشاء الزلالي (السِنَويّة) هو حالة تتميز بالتهاب الغشاء الزلالي، وهو الطبقة الرقيقة من الأنسجة التي تغطي المفاصل وتنتج السائل الزلالي الذي يُرطب ويغذي المفصل. يُعتبر هذا الالتهاب علامة بارزة للعديد من الأمراض المفصلية، سواء كانت التهابات أو غير التهابات. وفيما يلي نظرة شاملة على التهاب الغشاء الزلالي: 

 

التهاب الغشاء الزلالي: نظرة شاملة

 

1. الفيزيولوجيا المرضية

  • يعد التهاب الغشاء الزلالي اضطرابًا مناعيًّا ذاتيًا، على الرغم من أن الآلية الدقيقة لا تزال غير مفهومة بالكامل.
  • يرتبط بشدة بعامل الجينات HLA-B27، والذي يوجد في حوالي 90% من المرضى.
  • يبدأ الالتهاب في الأنسجة المرتبطة (الأماكن التي تتصل فيها الأوتار والأربطة بالعظام) وينتشر إلى الأنسجة المجاورة، مما يُسبب:
    • التهاب الغشاء الزلالي: التهاب بطانة المفصل.
    • التهاب العظام: التهاب في العظام المحيطة.
    • تكوين السندسموفيت: نمو العظام الجديدة التي تربط بين الفقرات، مما يؤدي إلى صلابة العمود الفقري.

2. الأسباب

يمكن أن يحدث التهاب الغشاء الزلالي كعرض من أعراض الأمراض الكامنة. تشمل الأسباب الشائعة:

أ. التهاب المفاصل الالتهابي:

  1. التهاب المفاصل الروماتويدي (RA): مُسببًا التهاب الغشاء الزلالي المستمر بدافع هجوم المناعة الذاتية على الأنسجة الزلالية.
  2. التهاب المفاصل الصدفية (PsA): التهاب مفصلي المرتبط بالصدفية، وغالبًا ما يتضمن التهاب الأوتار والتهاب الغشاء الزلالي.
  3. التهاب الفقار القسطي (AS): يصيب المفاصل العجزية ولكن يمكن أن يتسبب أيضًا في التهاب الغشاء الزلالي المحيطي.

ب. حالات أخرى:

  1. الفصال العظمي (OA): غالبًا ما يحدث كاستجابة لتلف الغضروف، مما يؤدي إلى التهاب زلالي تفاعلي.
  2. النقرس والنقرس الزائف: يحدث التهاب الغشاء الزلالي بسبب ترسب بلورات حمض اليوريك أو بلورات كربونات الكالسيوم.
  3. التهاب المفاصل المعدي (السِّبَحي): يحدث بسبب عدوى المفصل.
  4. الإصابة أو الاستخدام المفرط: التهاب مؤقت نتيجة تهيج ميكانيكي.

ج. الاضطرابات الجهازية:

  1. الذئبة الحمراء الجهازية (SLE).
  2. التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب (JIA).
  3. الساركويدوز.

3. الخصائص السريرية

أ. الأعراض المحورية:

  • الألم: يزداد مع الحركة وقد يتحسن مع الراحة.
  • التورم: ناتج عن تدفق السائل في المفصل وتكثيف الغشاء الزلالي.
  • التيبس: يتجلى بشكل خاص في الصباح أو بعد فترات من عدم النشاط.
  • الحرارة والاحمرار: فوق المفصل المصاب، خاصةً في حالات الالتهاب الحاد.
  • نطاق الحركة المحدود: نتيجة الألم والتورم في المفصل.

ب. الأعراض المحيطية:

  • التهاب المفاصل: عادةً ما يؤثر على الوركين والأكتاف والركب.
  • التهاب الأوتار: يحدث ألم في أماكن مثل وتر العرقوب أو اللفافة الأخمصية.

ج. الأعراض غير المفصلية:

  • العين: الالتهاب الأمامي للحجاب الحاجز الحاد (العين الحمراء المؤلمة مع الحساسية للضوء) هو السمة الأكثر شيوعًا.
  • الجلد: يرتبط أحيانًا بالصدفية في بعض الحالات.
  • الأمعاء: مرض الأمعاء الالتهابي الخفي أو الظاهر في حوالي 5-10% من المرضى.
  • القلب: التهابات القلب وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • الرئة: أمراض الرئة المُقيّدة بسبب تصلب جدار الصدر.

4. التشخيص

أ. التقييم السريري:

  • ألم مزمن في المفاصل: (أكثر من 3 أشهر) في المرضى الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.
  • أعراض تتحسن مع النشاط: وتزداد سوءًا مع الراحة.
  • حركة العمود الفقري المحدودة: وتقلص حركة الصدر.

ب. الفحوصات المخبرية:

  • زيادة علامات الالتهاب: مثل بروتين سي التفاعلي (CRP) ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR).
  • اختبار HLA-B27: ليس تشخيصيًا بمفرده ولكنه يوفر دعمًا في السياق السريري المناسب.

ج. التصوير:

  • الأشعة السينية:
    • المبكرة: التهاب المفاصل العجزية (تآكل وتصلب المفاصل العجزية).
    • المتأخرة: السندسموفيت، العمود الفقري مثل الخيزران (اندماج الفقرات).
  • الأشعة المغناطيسية: للكشف عن الالتهابات المبكرة في المفصلين العجزيين والعمود الفقري قبل أن تصبح المخاطر الهيكلية ملحوظة.

5. العلاج

أ. أهداف العلاج:

  • تقليل الألم والتيبس.
  • الحفاظ على مرونة العمود الفقري ووضعه.
  • منع أو تأخير التلف الهيكلي.
  • تحسين جودة الحياة.

ب. العلاجات الدوائية:

  1. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs):

    • العلاج الأولي لتخفيف الأعراض.
    • أمثلة: نابروكسين، إندوميثاسين.
  2. الكورتيكوستيرويد:

    • تُستخدم لتقليل الالتهاب بسرعة والسيطرة على الانتكاسات.
    • يُستخدم البردنيزون كعلاج تقليدي.
  3. أدوية تعديل المرض (DMARDs):

    • DMARDs التقليدية: مثل الميثوتركسات (علاج الخط الأول).
    • الأدوية البيولوجية:
      • مثبطات TNF: أداليموماب، إيتانرسيبت، إنفليكسيماب.
      • مثبطات IL-6: توكيلزوماب.
      • مثبطات خلايا T: أباتاسيبت.
    • الأدوية الاصطناعية المستهدفة:
      • مثبطات كيناز يانوس (JAK): توفاسيتينيب، بارسيتينيب.
  4. إدارة الألم:

    • مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين أو الأفيونيات.

ج. التدخلات غير الدوائية:

  • العلاج الطبيعي: لتعزيز مرونة المفاصل ووضعها.
  • العلاج المهني: للمساعدة في التكيف مع الأنشطة اليومية.
  • تعديلات نمط الحياة:
    • الإقلاع عن التدخين.
    • إدارة الوزن.
    • ممارسة الأنشطة الرياضية منخفضة التأثير.

د. الخيارات الجراحية:

  • نادرة، ولكن قد تشمل استبدال المفاصل أو جراحة العمود الفقري لتصحيح التشوهات.

6. المضاعفات

  • التصلب: التحام الفقرات، مما يؤدي إلى فقدان مرونة العمود الفقري.
  • الكسور: خطر كبير من الكسور الفقرية بسبب الصلابة.
  • تكرار التهاب القزحية: قد تؤدي إلى فقدان البصر إذا تُركت بلا علاج.
  • المخاطر القلبية: زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب.

7. الخاتمة

يُعتبر التهاب الفقار القسطي حالة معقدة تتطلب إدارة دقيقة وعلاجًا فعالًا. يُشدد على أهمية التشخيص المبكر والعلاج المباشر لتحقيق أفضل النتائج وتحسين جودة الحياة للمرضى. تعتبر العلاجات الحديثة، بما في ذلك الأدوية البيولوجية، خطوة كبيرة نحو تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض. للحفاظ على صحة جيدة ونمط حياة مُرضي، يجب على المرضى متابعة حالاتهم مع الأطباء المتخصصين والتأكد من الالتزام بالعلاج والتوجيهات الموصى بها.

Share on Google Plus

About Dr. Ammar Khalil

د.عمار خليل : أخصائي أمراض الباطنة العامة ( ماجستير القصر العيني ) وعضو الجمعية المصرية للتعليم الطبي المستمر والجمعية المصرية للسكر ودهنيات الدم، نتابع أمراض الكبد والجهاز الهضمي ، أمراض القلب وضغط الدم
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات :

إرسال تعليق

تابع الدكتور عمار خليل في توتير

ابحث في المدونة عن اي موضوع تريد